أبو رضى –
بعد التحاق 6000 عاملة مغربية للاشتغال في حقول الفراولة والفواكه الحمراء بإقليم ويلبا بداية الموسم الفلاحي شهر يناير و فبراير 2020، و بعد جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم، وقفت وزارة الشغل والإدماج المهني بإسبانيا عاجزة عن الرد عن تساؤلات العاملات المغربيات الراغبات في الالتحاق بالمغرب بعد انتهاء العقد التي تربطهن بالمشغل يوم 30 يونيو المقبل. إذ بدأت الاستفسارات حول الموضوع تنهال على المشرفين الاجتماعيين بويلبا على الخصوص، و عجزوا بدورهم عن تحديد تاريخ الالتحاق بالمغرب في ظل الظروف الراهنة.
أكد أحد المشرفين الاجتماعيين يتابع ملفات المهاجرين و المهاجرات المغاربة كل موسم فلاحي، و يسهر على راحتهم و مرور المرحلة و هم في أحسن الظروف، أن الموسم الحالي يعتبر من أسوأ المواسم التي سهروا على تسييرها على الإطلاق، في ظل الأوضاع المكهربة و التقلبات الاقتصادية التي أنجبها فيروس كورونا، و في ظل انعدام الراحة النفسية التي المسيطرة على العاملات المغربيات باعتبارهن أسيرات الفيروس بإسبانيا، خصوصا بعد عدم تلقيهن أي توضيحات تفسر تاريخ التحاقهن بأسرهن و أبنائهن بالمغرب، و بعد فقدان حلقة التواصل بينهن و بين الوزارة الوصية، و بين المشرفين الاجتماعيين الذين عجزوا بدورهم عن تحديد تاريخ عقد حقائبهن للتوجه نحو “البلاد”.
هذا، و أكد أيضا مراسلنا دائما أن الموسم يمر في أحسن الظروف وذلك راجع لما يقدمه المستشارون الاجتماعيون من خدمات وزيارات مستمرة للضيعات لطمئنة العاملات رغم الحجر الصحي والظروف الراهنة،لم يتخلوا عن القيام بواجبهم اتجاه هؤلاء النساء.واستمروا في تقديم جل المساعدات الإنسانية و الاجتماعية حتى مر الموسم في أحسن الظروف. يبقى السؤال المطروح الوحيد متى ستقوم دولة المغرب بالالتفافة نحو هؤلاء المواطنات اللواتي كل سنة يجلبن ملايين من العملة الصعبة للوطن.كما تشير جميع الإحصاءيات إلا أنه ولا واحدة منهن كانت مصابة بفيروس كورونا.
العاملات المغربيات بإسبانيا عموما يعشن أوضاعا لا يحسدن عليها حسب مصادرنا، خصوصا أن هناك من فقدت أحد أفراد عائلتها بالمغرب دون أن تحضر مراسيم دفن الجنازة، و منهن من أنجبت أثناء فترة العمل الحالية دون أن تحتفل بعقيقة مولودها بين أحضان عائلتها بالمغرب، و يتلقون اليوم خبرا يؤكد استمرار فترة الحجر الصحي بإسبانيا إلى غاية شهر يوليوز القادم، و هو تاريخ فتح الحدود بين إسبانيا و باقي البلدان المجاورة، ليبقى السؤال المطروح بدون جواب أكيد ” هل ستتمكن العاملات المغربيات من الالتحاق بالمغرب بهذا التاريخ بالضبط ? خصوصا بعد الصمت المطبق من طرف وزارة الشغل والإدماج المهني بإسبانيا و السلطات المغربية. و أكد أيضا أن الاتصالات جارية على قدم و ساق بين المشرفين الاجتماعيين من جهة و بين المدير العام للهجرة بوزارة الشغل والهجرة والضمان الاجتماعي وممثلي كتابة الدولة لشؤون الهجرة ومكتب الشغل والهجرة لدى مندوبية الحكومة بإقليم ويلبا لإيجاد أجوبة عن عدة تساؤلات من أهمها تحديد تاريخ التحاق العاملات المغربيات بأسرهن بالمغرب.
و أكد أيضا أن Interfresa وكل مستشاريها قد قاموا بعمل جبار خلال هذه الفترة ولم يتخلوا عن واجبهم اتجاه هؤلاء العاملات رغم الحجر الصحي و المخاطر،و سايروا عملهم من أول يوم إلى حدود اليوم نهارا وليلا دون تردد كلما تطلب منهم ذلك. مخاطرين بحياتهم في ظروف توقفت خلالها جل المهن ملتزمة بالحجر الصحي باستثناء هؤلاء المشرفين الذين يتساءلون عن سبب صمت وزارة الشؤون الخارجية المغربية و وزارة الشغل ودورهم في القيام بواجبهم. و عن السبب الذي جعل وسائل الإعلام و الصحف المغرببة لا تتطرق لموضوع العاملات الموسميات بإسبانيا كأنهم ” نسيا منسيا ” أو من أصحاب الكهف.